باعتبار الانسان يملك عقل ذو مهمة التفكير و باعتباره كائن لديه مجموعة من العواطف فما مدى تأثر عملية العقل بالعاطفة و هل يمكن الاجابة عن السؤال "حكم منطقي على موضوع بالاستناد الى العاطفة" اي كيفية التفريق بين الحكم او التفكير الموضوعي و الذاتي ؟
انفسمت الفلسفة منذ بداياتها الاولى الى 3 أقسام. الفلسفة المعرفية و الاخلاقية و الوجودية بحيث يمكن اعتبار ان الفلسفة الوجودية و المعرفية تلتقيان تحت سقف علم المنطق و بالتالي تبقى الفلسفة الاخلاقية بدون سقف منطقي اي بين الفلسفتين الوجودية و المعرفية للاكتساب منهما لتوفير سقف منطقي.
تنقسم الفلسفة الاخلاقية الى المتضادات اي مفهوم الخير و الشر او كما جاء في الدين الاسلامي "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه" و المسيحي "أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ" ...اي انها تبني على الشيء و ضده و هذا هو المعيار المنطقي الوحيد التي تعمقت فيه و حاولت استخلاص قاعدة جديدة.
عرفت الفلسفة الاخلاقية عند نيتشه تطورا و قفزة نوعية عندما ألف كتاب "ما وراء الخير و الشر" حيث وصف ان الانسان لديه ذات شريرة و اخرى خيرية و ان السبيل الوحيد لاتقاء الشر هو نهش الضمير حيث يتسنى للانسان اتقاء تعنيف الاخرين و بالتالي فان سقف الفلسفة الاخلاقية هي الذات الانسانية او كما تسمى عند الفلاسفة الاسيويين
"الروح".
ان هذه الذات الانسانية لا يمكن لها ان تحسن من اخلاقها الا باستخدامها لعقلها و بالتالي فان الاجابة على السؤال في اول الموضوع عن "هل يمكن اقامة حكم على سند عاطفي" يعتبر باطل حيث ان العاطفة التي تشكل الذات الانسانية (الضمير) تحتاج الى ترويض من طرف العقل.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire